للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سقيفة (١) المسجد، وفي صَدْرِه واعظ، وقد اغتصَّ المسجد بأهله، ولمَّا انقضت القراءةُ لَفَتُّ إلى سماعه لَحْظَةً من خاطري، فسمعته ينشد الناس (٢)، وجَعَلَ يقول (٣):

جُرْحُ قلبي من الهوى ليس يَبْرَا … كيف يبرا وقد تعشَّق (٤) بَدْرَا

أنا إن مُتُّ فاحْفِرَا (٥) ليَ قبرَا … عند دار الحبيب يا لَكَ قَبْرَا

واكْتُبَا من دمي على لَوْحِ قَبْرِي … رحم الله عاشقًا مات صَبْرَا (٦)


= عام ٤٢٣ هـ (تراجم المؤلفين التونسيين: ١/ ٤٥)، وأرَّخه ابن الذهبي ضمن من تُوُفِّيَ قريبًا من الأربع مائة والأربعين (تاريخ الإسلام: ٩/ ٦٠٠)، وهذا التاريخ الذي أوردناه يُؤكد ما ذكره ابن الذهبي، وقد أخذ أبو عبد الله بالأندلس عن ابن عبد البر، وسمع بمصر من الشِّهاب القُضاعي، ودخل دمشق قبل عام ثمانين وأربع مائة، لقيه ابنُ العربي ببغداد، وأخذ عنه واختصَّ به، وكاد أبو عبد الله قائمًا بعلم الكلام، مناظرًا فيه، مُسْتَوْليًا على مباحثه ومطالبه، فتصدَّر بالنِّظامية، وأخذ الناس عنه ذلك، ورَمَتْهُ الحَنبلِيَّةُ بما هو بَرَاءٌ منه، وجَرَتْ له معهم فِتَنٌ ومِحَنٌ، مات عام ٥١٢ هـ، وقد نَيَّفَ على التسعين، ودُفِنَ في تُرْبَةِ إمام أهل السنة أبي الحسن الأشعري، ترجمته في: تاريخ دمشق: (٥٤/ ١٨٨ - ١٩٠)، ومعجم البلدان: (٤/ ٤٢١)، وسير النبلاء: (١٩/ ٤١٧ - ٤١٨)، والوافي بالوفيات: (٤/ ٥٩).
(١) في (د): سقيف.
(٢) سقطت من (ص).
(٣) قوله: "وجعل يقول" سقط من (س) و (ص) و (ف).
(٤) في (س): تعشقت.
(٥) في (ص): فاحفروا، وفي البيت الذي يليه: واكتبوا.
(٦) الأبيات من الخفيف، ولم أقف عليها في ديوان آخر.