للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قصة لقمان، لا أنه من قَوْله، ولكن لأنَّ (١) لمَّا ذَكَرَ من حال بِرِّ الوالدين تَعَلُّقًا بالشرك في قوله: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾، فقَرَنَ شُكْرَهما بشُكْرِه ثم قال: "وإن سألاك بجِدٍّ أن تُشرك بي فليس ذلك مما أَلْزَمْتُكَهُ في جملة ما فَرَضْتُه في اقتران شُكْرِهما بشُكْرِي".

ومن "فوائد الشهيد أبي سَعْدٍ" في قَوْله: " ﴿وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ﴾؛ هو كلُّ ما يُوَصِّلُ العَبْدَ إلى الله، والمنكر: هو ما يشغل العَبْدَ عن الله" (٢).

قال الإمام الحافظ (٣) : ووَجْهُ هذا أن المُنْكَر على قسمين؛ من جهة النهي والعقاب قِسْمٌ، ومن جهة بَخْسِ الحظ ونقصان الأجر قِسْمٌ، فرجع فائدة أبي سعد إلى هذا الحَدِّ.

ثم قال: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ﴾، وهذا يدلُّ على جواز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن نال العَبْدَ فيه مكروهٌ، ولا يلزم ذلك فرضًا، ولكنه إذا فعَلَه لم يَخْسَرْ مع الله.

ثم قال له: ﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ﴾، يعني: لا تتكبَّر عليهم، وأَصْلُ الصَّعَرِ المَيْلُ في اللغة، والمتكبر يُعْرِضُ عن الخلق تعاظمًا بنفسه عليهم، واستحقارًا لهم، حتى يعتقد فيها أنه فوقهم، وإذا اعتقد ذلك فهو تحتهم، وقد ذمَّ الله التكبر في كتابه وعلى لسان رسوله في عدة مواضع.


(١) في (ص): لِأَنْ.
(٢) لطائف الإشارات: (٣/ ١٣٢).
(٣) في (ص): قال الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي.