البيان، والواحد منها يدل على الجميع، والتكرار يفيد التأكيد وزيادة البيان، وذلك فصاحة في اللِّسَانِ.
فإن قيل: فما وَجْهُ كونها من النبوة؟
قلنا: النبوة عبارة عن وجهين:
أحدهما: إبلاغ الله كلامَه إلى العبد بواسطة المَلَكِ.
والثاني: ما هو عليه العبد المُبلَّغُ ذلك من فضائل ومناقب.
فأمَّا إبلاغ الكلام بالواسطة من الملك فلا مطمع فيه.
وأمَّا خصالُ الكَرَمِ وفضائل الذات فالعبدُ مندوبٌ تارةً في بعضها، ومُلْزَمٌ أخرى فيما يلزم منها، وهذه الخصال الخمس التي ذكرناها هي من جملة أمَّهات الفضائل، والعبدُ مأمورٌ بها، كما أن الرؤيا جُزْءٌ من النبوة على الوجه الذي بيَّنَّاه في موضعه (١).
فإذا احترز الإنسانُ عن المعاصي والتزم الفضائل كان على الهَدْيِ والقَصْدِ والسَّمْتِ، وكان "كَيِّسًا".