للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال القاضي عياض: "ولكثرة حديثه وأخباره وغرائب حكاياته ورواياته أكثر الناسُ فيه الكلام، وطعنوا في حديثه" (١).

وفي هذا الكلام جملة أمور:

الأوَّل: شهادة القاضي عياض للإمام ابن العربي بالحفظ والاستكثار، والتبحر في الحديث والأخبار.

الثاني: معرفته بغرائب الحكايات.

الثالث: الطعن فيه.

والأوَّل والثاني ينتج عنه الثالث؛ فلأنه قهرهم بحفظه ومعرفته طعنوا فيه، ولأنه لا قدرة لهم على مجاراته تكلَّموا فيه، ومن كان ذا رحلة مثل رحلة ابن العربي حُقَّ له أن يتفرَّد وأن يُغْرِبَ.

وأمر آخر طواه القاضي عياض ولم يذكره، وذلك أن الطاعن عليه في حديثه إنما هم علماء إشبيلية؛ وذلك لحسدهم له، وقد قدَّمنا فصولًا في صدر الدراسة، وبيَّنا - بشهادة العلماء - ما عاناه مع حسدته وشانئيه.

وقد ذكرنا تلك الحكاية التي طُعِنَ بها على ابن العربي، وذكرنا انتصار الحافظ ابن حجر له، ومعه الجلال السيوطي، بما يغني عن إعادته.

وأمر آخر طواه الغماري؛ وهو ثناء القاضي عياض على الإمام الحافظ أبي بكر بن العربي، ولو كان عنده غير مَرْضِيٍّ لما ذكره في جملة شيوخه، ولما روى عنه في كُتُبِه، قال القاضي عياض: "فسكن بلده، وشُووِرَ فيه،


(١) الغنية: (ص ٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>