للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها: ما يكون به لَقِسًا كسلان؛ وهي الغفلات.

والعرب تُسَمِّي كل متعذر الأمل مَيِّتًا (١)، كما قال الحكيم (٢):

ليس من مات فاستراح بمَيْتٍ … إنما المَيْتُ مَيِّتُ الأحياءِ

إنما الميت من يعيش كئيبًا … كاسفًا باله قليل الرجاءَ

والحي بالحقيقة إنما هو المؤمن المطيع، ودار الحياة بالحقيقة هي الآخرة، فإنها لا موت فيها، وإنما هي حياة دائمة محققة، مجردة عن الآفات والأنكاد، فهي حياة خِلقة، وحياة عيشة، وحياة لذَّة، وحياة سلامة.

والحَيُّ على سبعة أقسام:

الأوَّل: المؤمن.

الثاني: السَّامِعُ اللَّقنُ لما يُلقى إليه.

الثالث: القابل له.

الرابع: الحافظ.

الخامس: العامل.

السَّادس: المجتهد.

السَّابع: المُوَافِي به.

وعلى كل قِسْمٍ من هذه الأقسام حِجَابٌ، والأمر بيد الله، قال الله سبحانه: ﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ﴾ [النمل: ٨٠]، وذلك لأنه خَتَمَ على قلبه بحجاب، فصارت مخاطبته (٣) كمخاطبة الميت، وكذلك


(١) في (د): ميت.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) في (ك): مخاطبه.