للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شاء، ولم أشربه بنية العمل، ودعوتُ الله بالملتزم ثلاث دعوات، فَرَأَيْتُ الاثنتين وبَقِيَتِ الواحدة، والله يَمُنُّ بها عليَّ، فهي العُمْدَةُ (١).


= والمنذري، المقاصد الحسنة: (٣٥٧)، وضعَّفه ابنُ القطان الفاسي، ينظر: بيان الوهم: (٣/ ٤٧٨).
(١) قال الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن علي الأشيري : "أذكر من هذه الدعوات التي ذكر شيخُنا الإمام الحافظ أبو بكر بن العربي ما رجوتُ أنه نال بركتها، وصادف عند ربه خيرَها:
أمَّا العلم: فكتبه وتواليفه تشهد له؛ فإن له في علوم القرآن: من "التفسير"، و"الأحكام"، و"الناسخ والمنسوخ"، و"المشكل"، و"معاني أسماء الله تعالى"، و"معاني أسماء المؤمن"، وهو هذا الكتاب، وغير ذلك من علوم القرآن، ما تشهد بتبحره فيه. وأمَّا علوم الحديث فله "كتاب النَّيِّرَيْنِ في شرح الصحيحين"؛ ما لم بَسْبِقْهُ أَحَدٌ إلى مثله، وله "عارضة الأحوذي في شرح الترمذي"، إلى غير ذلك من علوم الحديث، وله في أصول الفقه مصنفات عدة، وفي أصول الديانات مثلها. وله في النحو "ملجئة المتفقهين"؛ ما أعرب عن تقدمه فيه. وله نَيِّفٌ على ثلاثين تأليفًا؛ بين كبير ومتوسط وصغير، أكبرها ما يفي بنحو خمسة آلاف ورقة؛ وهو "النيرين في شرح الحديث"، و"أدوار الفجر في علوم الذكر"، إلى غير ذلك ممَّا يطول ذكره.
وأمَّا الدعوة الثانية: فهي -والله أعلم- الظهور في القيام بالحق، فقد وَلِيَ القضاءَ ببلده إشبيلية وأقام فيها العدل؛ حتى حسده من كان مساعدًا، ونابذه من كان معاندًا، ثم امتُحن فيه فصَبَرَ صَبْرَ أُولِي العزم، حتى انجلت محنته عن دين تَقِي، وعِرْضٍ نَقِي.
وأمَّا الثالثة -والله أعلم-: فهي الشهادة، فقد رُزِقَها ، أُشخص عن بلده، وغُرِّبَ عن أهله وولده، حتى مات في غير وطنه، على خير سَنَنِه، فرحمة الله عليه ورضوانه، فلقد كان أَوْحَدَ زمانِه، وفردًا في جميع شانِه"، انتهى من طرة بالنسخة الآصفية من سراج المريدين: (ق ١٠٧/ ب).