للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المَسْتُورِينَ" بخَطِّه بالفُسْطَاط (١)، لم أر كتابًا مثله، بَدَأَ بإبراهيم إلى زمانه، في عدة أجزاء.

فإن قلتم: قد قال النبي : "عليكم بالجماعة، فإن يد الله عليها، فإن الشيطان ذِئْبُ الإنسان؛ يأخذُ الشاة القاصية" (٢).

قلنا: هذا حديثٌ باطلٌ، والمعنى حق، والجماعة (٣) لا تُفَارَقُ في الاعتقاد والعمل إذا كانوا على حَقٍّ وفي هدنة، وإذا رأيتَ الباطل والفتنة فالْبَسْ حُلَلَ النَّوَى، وانتَوِ فيمن انتَوَى.

وبالجملة؛ فإن البلاد المشرقية أَمْكَنُ للعزلة من البلاد المغربية؛ لسعة أقطار تلك وتمهُّد (٤) أمورها، وضِيقِ هذه عن آمال أهلها، وتلك لسعتها (٥) يَقِلُّ فيها الحاسد، ويكثُر المُساعد، ولا يُعدَم المُساند.


= هذا الذي ذكره له الإمام ابن العربي يوجد بعضه باسم "كتاب المُتَوارين"، منه قطعة في ظاهرية دمشق في سبع ورقات، وزعم العلَّامة الدكتور محمد فؤاد سزكين أنه كتاب مُفْرَدٌ فيمن اختفى خوفًا من الحجَّاج، وليس بذاك، بل هو قطعة من كتابه الكبير فيمن تستَّر وتوارى، والله أعلم، ينظر: سير النبلاء: (١٧/ ٢٦٩ - ٢٧٣)، وتاريخ التراث العربي: (١/ ٤٦١).
(١) في (د) و (ص): رأيت بخط عبد الغني بن سعيد الحافظ كتاب المستورين بالفسطاط.
(٢) أخرجه الإمام أحمد فى مسنده عن معاذ بن جبل : (٣٦/ ٣٥٨)، رقم: (٢٢٠٢٩ - شعيب).
(٣) قوله: "فإن يد الله عليها .. والمعنى حق والجماعة" سقط من (ف).
(٤) في (س) و (ف): تمهيد.
(٥) في (س) و (ز) و (ف): لسعة أقطارها.