للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخَيْرُ أَجْمَعُ في السكوتْ … وفي ملازمة البيوتْ (١)

وقُلْتُ:

حَازَ السَّلَامَةَ مُسْلِمٌ … يَأْوِي إلى سَكَنٍ وقُوتْ

ماذا يُؤَمِّلُ بعد أَنْ … يَأْوِي إلى بَيْتٍ وبِيتْ

وقال أحمد: قال ابن مسعود لابنه: "يا بني؛ ليَسَعْكَ بيتُك، وامْلِكْ عليك لسانك، وابْكِ من ذِكْرِ خطيئتك" (٢).

فإن قلتم: فالعالم ماذا يصنع؟ أيختفي فلا يهتدي به أحدٌ ولا يقتدي؟ قلنا: نعم؛ فإنه إن ظَهَرَ سُعِيَ عليه في أن يُخْمَلَ أو يُقْبَرَ، وقد تستَّر الأنبياء والأولياء، ورأيتُ لعبد الغني بن سعيد الحافظ (٣) "كتاب


(١) البيتان من مجزوء الكامل، وهو لمنصور بن إسماعيل الفقيه الشافعي المعروف، وبعده بيت آخر وهو:
فإذا تأتَّى ذا وذ … لك فاقتنع بأقلِّ قوت
وأسندهما البيهقي إليه في شعب الإيمان: (٧/ ١٠٠)، وذكرهما ابن عبد البر له في التمهيد: (١٧/ ٤٤٣).
(٢) أخرجه الإمام أحمد في الزهد: (ص ١٩٥)، وفي معناه حديث أخرجه الترمذي عن عقبة بن عامر مرفوعًا: أبواب الزهد عن رسول الله ، باب ما جاء في حفظ اللسان، رقم: (٢٤٠٦ - بشار)، وقال: "هذا حديث حسن".
(٣) الإمام الحافظ، المحدث العلَّامة، الناقد النسَّابة، عبد الغني بن سعيد بن بشر بن مروان المصري، أبو محمد الأَزْدِي، (٣٣٢ - ٤٠٩ هـ)، أفاد من أبي الحسن الدارقطني، وشهد له بعُلُوِّه في الحديث والنقد، ويروي عنه بالإجازة حافظ المغرب ابن عبد البر، له من المصنفات: "المؤتلف والمختلف"، و"مشتبه النسبة"، و"التنبيه على أوهام كتاب المدخل" لأبي عبد الله الحاكم، وكتابه =