للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويصعد إذا أَسْهَلُوا (١)، يجأرون بالدعاء لك، ولجيوشك ليلًا ونهارًا، تَرْقَى سِهَامُ أدعيتهم إلى السماء السَّابعة، وتتصل بالرحمن في أعز مكان (٢)، وأشرف زمان (٣)، وهو قد استدعاها (٤) منهم، وأمرهم برفعها إليه، ووعدهم بإجابة الدُّعاء، وإعطاء السُّؤْلِ، ونيل المأمول، وإنَّما يُحمى المُلْكُ ويُقاتل الأعداء بالعمل الصالح والدعاء المجاب، قبل الرجال والأجناد، فبكى أبو الفتح، وكان مَلِكًا رفيقًا عادلًا، وقال له: "شا باش (٥) " (٦).

وممَّا يزيد من فضل هذا (٧) المَلِكِ على وزيره أنَّك كنت تمشي في مُلْكِه مسيرة ستة أشهر - مشيتُ فيها أربعين يومًا -؛ لا تخاف فيها إلا الله والذئب على الغنم، أو الأسد على الرجال والدواب، لا وَكس ولا شطط، ولا مكس ولا ضَغط، بلاد راخية، وعيشة راضية، وأمم هادنة، وسِيَرٌ هادية، حتَّى مات؛ فاضطرمت الأرض نارًا، واضطربت بأهلها تَدْوَارًا، وانقلبت أعاليها أسافلها دفارًا، وقد بَيَّنْتُ عجائب من أمره وحاله في كتاب "ترتيب الرحلة للترغيب في الملة (٨) ".


(١) في (ك) و (ص) و (ب): أسفلوا، ومرَّضها في (د)، والمثبت من طرقه.
(٢) في (ص): وتتَّصل بالرحمن فتصل في أشرف زمان، وتُرفع في أعز مكان.
(٣) في (ك): الزمان، ومرَّضها في (د)، والمثبت من طرقه.
(٤) في (د): استرعاها.
(٥) شاباش: كلمة فارسية بمعنى الاستحسان والتهنئة، ينظر: سراج الملوك: (٢/ ٥١٥)، هامش رقم (١٣).
(٦) أفاده ابن العربي من سراج الملوك: (٢/ ٥١٤ - ٥١٥).
(٧) سقط من (ك).
(٨) قوله: "للترغيب في الملة" سقط من (ك) و (ص) و (د).