للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المغيرة بن شعبة فقال: إن يُؤَخَّرْ هذا الغلام فلن يدركه الهَرَمُ حتى تقوم الساعة"، وفي رواية - يقال له: محمد -: "إن يَعِشْ هذا الغلام فعسى ألَّا يدركه الهَرَمُ حتى تقوم السَّاعة (١) " (٢).

قال القاضي (٣): وقد مرَّت قرونُ أمثالِ عُمْرِ ذلك الغلام ولم تقم الساعة، وقد بيَّن البخاري ذلك عن عائشة فقال عنها: "كان رجال من الأعراب جفاة يأتون النبي يسألونه متى الساعة، وكان ينظر إلى أصغرهم فيقول. إن يعش هذا لا يدركه الهرم حتى تقوم عليكم ساعتكم" (٤)، قال هشام - يعني: ابن عروة -: "يعني: موتهم".

وهذا صحيح؛ فإن قيام الساعة عبارة عن مَوْتِ جميع الخلق وحياتهم (٥) بعد ذلك، وموتُهم يكون مناوبة، وبعثُهم يكون جملهَ، فكل من مات فقد حانت ساعته الأولى، وقامت قيامته، وتعجَّل وعده ووعيده، وانكشف له يقينه، وصار من ورائه بَرْزَخٌ إلى الساعة العامَّة.


(١) قوله: "وفي رواية - يقال له: محمد -: إن يعش هذا الغلام فعسى ألا يدركه الهرم حتى تقوم الساعة" سقطت ص (س) و (ز).
(٢) أخرج هذه الروايات مسلم في صحيحه من حديث أنس : كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب قرب الساعة، رقم: (٢٩٥٢ - عبد الباقي).
(٣) في (ص): قال القاضي الإمام أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي ، وفي (ز): قال الإمام الحافظ .
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الرقاق، باب سكرات الموت، رقم: (٦٥١١ - طوق).
(٥) في (د): حسابهم، وأشار إليه في (س).