للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال القاضي أبو بكر (١): ولا تزال القبور في عمارة ودثور، إلى يوم البعث والنشور، وهو "المقام الثالث"؛ بقيام القيامة، وخروج الخلق من قبورهم إلى سجونهم أو قصورهم، وهي الساعة (٢) الموعود أمرها، ولها مُقَدِّمات، وعلامات، وأسماء وصفات، وفبها مقامات وحالات جمعنا منها ما حضر في الخاطر، مع عُدواء الدار، وبُعد المُستار (٣)، وغلبة الأعداء على الحق الأولياءَ.

فأمَّا مُقَدِّمَاتُها وعلاماتها التي أَنْذَرَ النبيُّ بها فعلى قسمين؛ خاصة وعامة، وقد أكثر الناس السؤال عنها رسول الله حتى أنزل الله على رسوله: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً﴾ [الأعراف: ١٨٧]، إلى منتهاها.

وما زالوا يُكثرون ذلك حتى (٤) قال يومًا لمن سأله (٥) - وبين يديه غلام من الأنصار، وفي رواية: غلام من أَزْدِ شَنُوءَةَ، قال أنس -: "وذلك الغلام يومئذ من أترابي"، وفي رواية عنه أيضًا: "سئل وقد مُرَّ عليه (٦) بغلام


(١) في (ص): قال الإمام أبو لكر بن العربي ، وفي (ز): قال الإمام الحافظ قاضي القضاة أبو بكر محمد بن العربي .
(٢) في (س): الساعات.
(٣) في (ص): الممتار.
(٤) سقطت من النسخ الأخرى.
(٥) في (ص): معه.
(٦) سقط من (ص).