للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال فيه ابن عدي: "وعن داود كتاب قد صنَّفه في فضائل العقل، وفيه أخبار مسندة، وكل تلك الأخبار أو عامتها غير محفوظات" (١).

وقال الدارقطني: "كتاب العقل وضعه أربعة، أوَّلهم ميسرة بن عبد ربه، ثم سرقه منه داود بن المحبَّر؛ فركبَّه بأسانيد غير أسانيد ميسرة، وسرقه عبد العزيز بن أبي رجاء فركبَّه بأسانيد أخَر، ثم سرقه سليمان بن عيسى السِّجْزِي فأتى بأسانيد أخرى" (٢).

ثالثها: ما ذكره الغماري ظهر فيه تعنته ومكابرته، فكُلُّ من ذكرنا من أئمة التعليل اتفقُوا في نسبة "كتاب العقل" إلى داود، فهل يحرم على ابن العربي ما يجوز على أولئك؟

فظهر أن ما صنعه الغماري هنا لا تعلق له بالنقد وأصوله، وإنَّما الرجل يعبث، ويُطلق العنان لأحقاده؛ وهو بتصرفه هذا يظن أنه ينقد أو ينقض، ولكن هيهات!

ثم قال الغماري: "ثالثها: قوله: فلم يُرو عنه، خَطَأٌ أيضًا، فقد روى عنه جماعة من مشاهير الحفاظ والرواة، منهم: الحارث بن أبي أسامة، وأكثر من أحاديثه جدًّا في مسنده، ومنه عرفنا أكثر موضوعاته، وروى له أبو داود في كتاب القدر، وابن ماجه في السنن، وآخرون" (٣).

قلتُ: وقوله هذا ننقده من وجوه:


(١) الكامل: (٣/ ١٠١).
(٢) تاريخ بغداد: (٩/ ٣٢٨).
(٣) جؤنة العطار: (٢/ ٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>