للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقالت الصوفية: "إن الطاعة موافقة المحبوب على ما يحب (١) ".

وهذا لا يصح؛ فإن موافقه المحبوب على ما يريد أوقع، ولكنه لا يصح أن تُعَلَّقَ به الطاعة.

وهذه كلها أقوال غير محققة؛ أمَّا مِن المبتدعة فقَصْدُ الفتنة وإضلال الخلق؛ وأمَّا من الصوفية فمُسَامَحَةٌ في الألفاظ من غير فساد عقيدة، والحقائق لا تحتمل مسامحة الألفاظ.

قال الإمام الحافظ (٢): وحيثما وقعت الطاعة في القرآن فإن المراد بها ما قدَّمناه آنِفًا في حقيقتها؛ وهي موافقة الفعل للقول المتوجه عليه، وكذلك هو في كتاب الله وفي حديث رسول الله، إلَّا أن المبتدعة تحيَّلُوا (٣) فخَيَّلُوا على الضعفاء في أن الأمر هو الإرادة، فلم يتم لهم ذلك إلَّا على ضعيف.

وقد قالْ الله مُخْبِرًا عنَّا: ﴿سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا﴾ [البقرة: ٢٨٤]، فمن قالها فله ما قال في الحديث: "نَعَمْ نَعَمْ، نَعَمْ نَعَمْ"، فاُعْطُوا الإجابة في الخصال الأربعة لمَّا قالوا فيها (٤): ﴿سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا﴾.


(١) في (د): يجب.
(٢) في (ك) و (ب): الإمام الحافظ ، وفي (ص): قال الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي .
(٣) في (ص): تخيلوا.
(٤) سقطت من (ك).