للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجعل طاعة رسوله من طاعته فقال: ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ﴾ (١) [آل عمران: ٣٢]، وجعل النبي طاعة أميره من طاعته فقال: "من أطاع أميري فقد أطاعني، ومن أطاعني فقد أطاع الله" (٢)، وقد تقدَّم بيانُ ذلك كله في اسم "الأمير (٣) " (٤).

ونصَّ في موضع آخر فقال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء: ٥٩].

فقال الناس: هم الأمراء (٥).

وقال قوم: هم العلماء (٦).

وإنَّما أوقع الناسَ في هذا أنهم رَأَوُا الأمراء جُهَّالًا، والحَقُّ ألَّا يكون العامل إلَّا عالمًا، إلَّا لضرورة وحاجة تدعو إلى ذلك.

وتلزم طاعة الأمير فيما أَمَرَ وحَكَمَ، وطاعةُ العالم فيما أفتى وأخبر، وكلَّما تأكَّد الأمر تأكَّد الأمر (٧) فيه بالطاعة، ألا ترى أنَّ الخمر لما قيل فيها: ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾ [المائدة: ٩٣]، وهذا وعيد عظيم، فَهِمَه عُمَرُ وأمثاله، ثم


(١) في (د): ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾، وفي (ص): ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾، وفي (ب): ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ﴾.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) في (د): الأمراء.
(٤) في (ك) و (ص) و (ب): والخليفة، وضرب عليه في (د).
(٥) تفسير الطبري: (٨/ ٤٩٧ - شاكر).
(٦) تفسير الطبري: (٨/ ٥٠٠ - شاكر).
(٧) قوله: "تأكد الأمر" ضرب عليها في (د)، ظنَّها مكررة.