للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: فَسِّرْ لي ما ذكرت من أحوال هذه الرباعيات؛ من قلب صاف، بشرح كاف، وبيان شاف، طالب للأجر الواف، فقال: نعم، - إلى آخر الحكاية -.

قلت: وهي حكاية موضوعة؛ كما قال الحفَّاظ، ومن خالط الحديث وأهله عرف أن البخاري أجل وأعلى وأجل وأرقى من أن ينطق بهذا الهراء الباطل والكلام الركيك، وأرى أن واضع هذه الأقصوصة هو أبو عصمة نوح بن نصير؛ فإنه كان صاحب مناكير، وهذا منها بلا شك، ويدل على كذب واضع هذه الحكاية - سواء كان هو أو من فوقه - أنه قال: لما عزل الوليد بن إبراهيم سنة ثمان عشرة وثلاثمائة ذهب إليه إسحاق بن إبراهيم الختلي وطلب منه أن يُسمع الصبي، مع أن إسحاق بن إبراهيم الختلي مات قبل هذا بخمس وثلاثين سنة؛ لأنه توفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين، فهكذا يكون الكذب.

وقد ذكر هذه الحكاية أيضًا القسطلاني في شرح البخاري، ولا لوم عليه؛ فإنه ليس من فرسان هذا الميدان، ولا صاحب دعوى كابن العربي، نعم، يلام من جهة وقوفه على فتح الباري ونقله منه كثيرًا، وقد نصَّ الحافظ في مقدمته على أن هذه الحكاية مكذوبة" (١).

قلتُ: وما ذكره الغماري في هذا الخبر - الذي اختصره ابن العربي في "سراجه" (٢)، ورواه من طريقه القاضي عياض في "الغُنية" (٣)


(١) جؤنة العطار: (٢/ ٤٨ - ٥١).
(٢) سراج المريدين: (٢/ ٣٧٧).
(٣) الغنية: (ص ٦٩ - ٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>