للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد كان (١) يجوز في حُكْم الله وحِكْمَتِه أن يكون عَدَمًا مَحْضًا، وفناء صِرْفًا، ولا يكون بعده وجود، إلَّا أن المُدَبِّرَ دَبَّرَ ما أراد، والمُبْدِئَ المعيد أبدأ وأعاد، وهو الحكيم العليم، فجاء ذلك بخبره، وجرى على مقتضى إرادته وقوله، وهو أوَّلُ منازل الآخرة، وآخرُ منازل الدنيا (٢).

وقد قال النبي من رواية المُسْتَوْرِدِ بن شدَّاد أخي بني فِهْر -: "والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه هذه - يعني: السبابة أو الإبهام، والسبَّابة أكثر - في اليمِّ، فلينظر بم ترجع إليه" (٣).

وله أحوال (٤):

* * *


(١) في (س) و (د): وقد يجوز.
(٢) ينظر: المتوسط في الاعتقاد - بتحقيقنا -: (ص ٣٧٩ - ٣٨٠)، والمسالك: (٣/ ٦٠٥ - ٦٠٦)، والعارضة: (٨/ ١٢٧).
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب فناء الدنيا، وبيان الحشر يوم القيامة، رقم: (٢٨٥٨ - عبد الباقي).
(٤) العارضة: (٨/ ١٢٨).