للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله دائما، وهو قَصْدُ السبيل، وهو الذي قيل له : ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ﴾ [هود: ١١٢]، وهذا خطابٌ له وللجميع؛ خصوصًا وعمومًا.

وقد اختلف الناسُ فيه بحَسبِ مَوَاقِعِ "اسْتَفْعَلَ" في اللغة:

فقيل؛ معناه: سَلِ الاستقامة (١).

أي (٢): أن يُقِيمَكَ الله على الحق.

وقيل: معناه: أَقِمْ (٣) على ما أمرناك به.

أي: داوم وواظب من غير إِخْلَالٍ بها (٤)، ولا انحراف عنها.

وقال أهل الزهد: "الاستقامةُ أَنَّ من سلك الطريق إلى الله لا ينحرف ولا يقف حتى يصل إلى الله، فإن وقف فلينظر ما أوقفه، وليجهَد في دفعه حتى ينفُذ، فإنه إن رجع هلك، وإن انحرف هوى (٥)، وربما أغوى، وإن وقف لم يُعذر".

وربما كان موقفُه غَيْرَ تَامٍّ ولا كافٍ، وكان أمامه ممَّا حُجِبَ عنه ما يَعْتَرِضُ عليه ويطلب منه، ومُوقَفه (٦) من الآفات سيأتي في بقية الأسماء والصفات إن شاء الله.


(١) لطائف الإشارات للقُشَيري: (٢/ ١٦٥).
(٢) سقطت من (س) و (د) و (ص) و (ز) و (ف).
(٣) في (د): في خـ: اقتصر.
(٤) سقطت من (س).
(٥) في (د): أهوى.
(٦) في (س) و (ف): مواقعه، وفي (د) و (ص): ومواقفه، ومرَّضها في (ل).