للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَمَا إنَّها مسألة واقعة، فلا بد من بيان (١) معناها؛ لأنه موجود في الدين، مُشْكِلٌ بين المسلمين، وإيضاحُه في معالم الدين موجود مشكل (٢)، قالوا فيها سبعة أقوال (٣):

الأوَّل: إن (٤) النية سِرٌّ، والعَمَلُ جَهْرٌ، والسِّر أَفْضَلُ من الجَهْرِ.

الثاني: إنَّ العمل لا يدوم، والنية تدوم.

الثالث: إن معناه: نية المؤمن خَيْرٌ من جُمْلَةِ عَمَلِه الخَيِّرِ.

الرابع: إن النية بمجردها خير من العمل بمجرده.

الخامس: إن النية تكتب وحدها حسنة دون عمل، ولا يكتب العملُ دون نية.

السَّادس. إن النية لها في تبديل صفات الأعمال شرعًا تأثيرٌ ما، فإنها تَرُدّ المُبَاحَ طاعةً حتى يكون فيه حَظٌّ، بل حُظُوظٌ من الثواب، ولم تُوضَعُ في الأصل لذلك.

السَّابع: إن الجزاء في القيامة يقع على النية لا على العمل؛ لأن العبد يُطِيعُ في الدنيا -مثلًا- ثمانين عامًا، فيُثِيبُه الله في الجنة ثوابًا دائمًا أَضْعَافَ مُدَّةِ طاعته، ويزيده ما لا تحصيل له ولا نهاية، وذلك فيما يقابل النية، لأنه كان من نيته: أنه لو عُمِّرَ دهره كلَّه من غير انقطاع لكان في طاعة


(١) سقطت من (س).
(٢) مرَّضها في (د).
(٣) أورد هذه الأقوال أبو حامد في الإحياء: (ص ١٧٣٥ - ١٧٣٦)، وأصلُها في قُوتِ القلوب: (٣/ ١٣٤٥ - ١٣٤٦).
(٤) سقطت من (ص) و (س) و (ز).