للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والوعيدُ في ذلك مشهور شديد، وأكثرُ ما يجرى على ألسنة القَوْم الموسومين بالصلاح (١)؛ لغفلتهم وطلبهم الفضائل من غير مَعْدِنِها، وسترى ذلك مُنبَّهًا عليه في مواضع (٢) إن شاء الله.

وحقيقةُ الصِّدْقِ قد بينَّاها في غير موضع (٣)، وهو: الثبوتُ في جميع الأحوال) (٤) والأعمال على قَدَم الحق، والاستمرارُ في جميع الأحوال على حُكْم الشَّرْع، وذلك في ثلاثة وجوه؛ صِدْقٌ في القلب، وصِدْقٌ في القول، وصِدْقٌ في الفعل (٥).

فأمّا صِدْقُ القلب فهو بالنية الخالصة كما قدَّمنا، قال (٦) النبي : "من قَاتَلَ لتكون كلمةُ الله هي العُليا فهو في سبيل الله" (٧).

وكما قال (٨) : "من قال لا إله إلا الله مُخْلِصًا من قلبه، -وفي رواية: صادقًا من قلبه، أي: ثابتًا لم تُزَعْزِعْهُ شُبْهَةٌ ولا أثَّرَتْ فيه رِيبَةٌ- دخل الجنة" (٩).


(١) ينظر: مقدمة الصحيح لمسلم: (١/ ١٧ - ١٨).
(٢) قوله: "في مواضع" سقط من (س) و (ز).
(٣) ينظر: الأمد الأقصى -بتحقيقنا-: (٢/ ١٧٣).
(٤) في (س) و (ص): الأعمال والأحوال.
(٥) في (س) و (ز): صدق في القلب، وصدق في الفعل، وصدق في اللسان.
(٦) في (س): كما قال.
(٧) أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي موسى الأشعري : كتاب الإمارة، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، رقم: (١٩٠٤ - عبد الباقي).
(٨) في (ص): وكما قال أيضا .
(٩) أخرجه البخاري في صحيحه عن معاذ : كتاب العلم، بابُ من خصَّ بالعلم قومًا دون قوم كراهية أن لا يفهموا، رقم: (١٢٨ - طوق).