للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإذا عَمَّتْ عبادتُك جميع الأوقات أَحْلَلْنَاكَ عندنا بأعلى الدرجات، فينبغي لكُلِّ من نزل به مَكْرُوهٌ، أو ضاق صَدْرُه بأَمْرٍ أن يلجأ إلى الصلاة؛ فإنها رَاحَةُ الفؤاد، ورَأْسُ الاعتماد.

وقال الله تعالى لموسى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ [طه: ١٣].

قيل: "لتَذْكُرَني فيها وأذكرك بها" (١).

وقيل: "عند خَلْقِ الذِّكْرِ لك بها" (٢).

والكلُّ صحيح.

فالأوَّل: شَرَفٌ.

والثاني: شَرْطٌ.

وشَرَفُ الشيء بشَرْطِه، وبذلك يُدْرَكُ الفوزُ والنجاة، ويَحْصُلُ الفلاح والمُلْكُ، كما قال الله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ [المؤمنون: ١ - ٢]، فتستوي في الشرف سرائرُهم وعلانيتُهم، وتخشعُ بواطنُهم بخُشُوعِ (٣) ظواهرهم.

كان النبيُّ يقول في ركوعه وسجوده: "سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي؛ يتأوَّل القرآن" (٤)، ويُكْثِرُ من ذلك.


(١) الكشف والبيان: (٦/ ٢٤٠).
(٢) الكشف والبيان: (٦/ ٢٤١).
(٣) في (س) و (ص): خشوع.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة : كتاب الأذان، باب التسبيح والدعاء في السجود، رقم: (٨١٧ - طوق).