للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال لنا أبو محمد عبد الله بن (١) عبد الرزاق بن فُضَيل (٢) الدمشقي في "فوائده": إن قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ [الماعون: ٥]: وَعِيدٌ لمن تركها، ليس لمن (٣) ذَهِلَ فيها (٤)، لقوله: ﴿عَنْ﴾، ولم يقل: "في صلاتهم".

وهذه مُلْحَةٌ (٥) ذَكَرَها الخَطَّابِيُّ وغيرُه.

وأَشَدُّه- عندي- أن يَذْهَلَ عنها بعد التلبُّس بها، فإنه عَقَدَ الإِقْبَالَ ثم أَعْرَضَ عن الله تعالى، ونسألُه سبحانه التوفيق.

فإن فَرَّطَ فيها فتوبتُه أن يَقْضِيَها، ولا يَجْعَلُ مع كُلِّ صَلَاةٍ صَلَاةً، ولا يَقْطَعُ النوافل لأجلها، وإنما يشتغل بها ليلًا ونهارًا، ويُقَدِّمُها على فُضُولِ مَعَاشِه، وأخبار دنياه، ولا يُقَدِّمُ عليها شيئًا إلَّا ضرورة المعاش، ولا يشتغل بأموره الزائدة على حاجته، حتى إذا جاء وَقْتُ الصلاة أَقْبَلَ على القضاء للفوائت وترك النوافل فهذا مَأْثُومٌ.

وقد قال أحمد بن حنبل: كانت عُثَامَةُ (٦) أُمُّ ابنِ (٧) أبي الدرداء دَخَلَ عليها ولدُها يومًا وقد كُفَّ بصرُها وقد صلى، فقالت: أصليتم يا بُنَي؟ قال: نعم، قالت (٨):


(١) قوله: "عبد الله بن" سقط من (ص) و (س) و (ز).
(٢) تقدَّم التعريف به في السِّفْرِ الأوَّل.
(٣) سقطت من (س).
(٤) في (س) و (ز): عنها.
(٥) في (ص): مَجَلَّةٌ.
(٦) في (ص): عَثَّامة.
(٧) سقطت من (ص).
(٨) الأبيات من مجزوء الكامل، وهي لعثامة أم بلال بن أبي الدرداء، نسبها لها =