للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فله عشرُ أمثالها أو أزيد، ومن جاء بالسيئة فجزاءُ السيئة بمثلها (١) أو أغفرُ، ومن تقرَّب مني شِبْرًا تقربتُ منه ذِرَاعًا، ومن تقرَّب مني ذراعًا تقربت منه باعًا (٢)، ومن آتاني يمشي أتيتُه هَرْوَلَةً، ومن لَقِيَنِي بقِرَابِ الأرض خطيئةً لا يشرك بي شيئًا لَقِيتُه بمثلها مغفرةً، ومن عادى لي وليًا فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عَبْدٌ (٣) بشيء أحبَّ إلي ممَّا افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطُش بها، ورِجْلَه التي يمشي بها، فلئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه، وما ترددت في شيء أنا فاعلُه تَرَدُّدِي عن (٤) نَفْسِ عبدي المؤمن، يَكْرَهُ الموت وأنا أكره مَسَاءَته" (٥).

وفي "فوائد أبي الفضائل بن طَوْقٍ" التي أخبرنا بها بمدينة السَّلام، في قوله تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ جُمْلَةٌ كافيةٌ.

نُبْذَتُها: أن العبد يجبُ عليه (٦) - بحَقِّ الإلهية وحُكْم العبودية - أن يكون دَائمَ الذِّكْرِ لله (٧)، قائم الفِكْرِ في آياته، إلا أن ذلك يَفُوتُ طَوْقَ البشرية، فجعل الله تعالى للذِّكْرِ أَوْقَاتًا، وضَرَبَ له مِيقَاتًا، وهو وإن كان يَفُوتُ طَوْقَ البشرية فإنه حَقُّ العبودية، فما للعبد وتَصرفه (٨) لنفسه التي هي مَمْلُوكَةٌ لغيره في عَمَلِ غيره.


(١) في (د) و (ص): مثلها.
(٢) قوله: "ومن تقرَّب مني ذراعًا تقربت منه باعًا" سقط من (س).
(٣) في (د): عبدي.
(٤) في (س): في، وضَرَبَ عليها في (د).
(٥) تقدَّم تخريجه.
(٦) في (د): له، وسقطت من (ص).
(٧) لم يرد في (د) و (ص).
(٨) في (د) و (ص): تصريفه.