للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان من اصطلاحه تفرقته بين ما صحَّ من الحديث وبين ما ثبت ولم يصل إلى درجة الصحة، وقد غفل بعضهم عن هذا المسلك فخطَّأ القاضي ورام الاستدراك عليه، وليس الأمر كما ظَنُّوا.

من ذلك قوله: "وفي غيرهما أحاديث حسان لم تصح" (١).

وقال أيضًا: "ولستُ أعلم حديثًا صحيحًا ورد فيه لفظ الرجاء غير هذا" (٢)، ثم قال: "وفي الأحاديث الحسان أخبار كثيرة جدًّا فيها ذكر الرجاء" (٣).

وكان من اصطلاحه في هذا "السراج" أن كل حديث لم يثبت عنده وصَحَّ عنده ضعفه نَسَبَه إلى الحكمة (٤)، أو إلى أقوال السلف (٥)، ولا ينسبه إلى رسول الله ، خصوصًا إذا كان قد صحَّ إدراجه في كُتُبِ الأمثال، أو كُتُبِ الآثار.

وبهذا كان هذا "السراج" حائزًا على مراتب، ومحتويًا على خصال، ومرتفعًا بخلال، فخَلَا من كثير من المناكير والأباطيل، وحَصَرَ ابنُ العربي الصحيح في أبوابه التي عقدها، ونبَّه العلماء إلى ما يغنيهم عن تقفرهم لما لا ينفعهم.


(١) سراج المريدين: (٢/ ٢٧٨).
(٢) سراج المريدين: (٣/ ١٢٦).
(٣) سراج المريدين: (٣/ ١٢٦).
(٤) سراج المريدين: (٣/ ٤٣١).
(٥) سراج المريدين: (٣/ ٣٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>