للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الأوضار (١) الباطنة، وإذا استجاب لسانُه (٢) بالتلبية فينبغي أن يستجيب كلُّ عُضْوٍ من أعضائه بالخضوع له، وإذا بَلَغَ الموقف وَقَفَ بقلبه عليه، فلم يَسْرَحْ كما لا يسرحُ بدنُه، وإذا عرَّف تعرَّف إلى الله بتبرئة عن كل شيء إلَّا هو، واعترف بتقصيره عن حقه، فيتعرَّف الله إليه بأفضاله عليه، فإذا بَلَغَ المَشْعَرَ الحرام استشعر المِنَّة في التيسير لسُلوك (٣) تلك المقامات، واستشعر القبول أو الرد، وإذا بلغ مِنًى نفى عن نفسه كل هَوًى ومُنًى، إلَّا (٤) المولى جلَّ وتعالى (٥)، وإذا رمى الجمار فليُلْزِمْ (٦) نفسه الأمَّارة بالسوء بخَلْع كل هوى (٧) يتعلق بها، وشهوة تنزع إليها، فإذا دخل الحَرَمَ فلا يصح له بعدُ أن يقرب إلى مُحَرَّم؛ وهو أحد التأويلين في قوله : "الحَجُّ المبرور ليس له عند الله جزاءٌ إلَّا الجنة" (٨).

فقيل: يَبَرُّه (٩) بأن (١٠) لا يعصي بعده (١١).


(١) في (د): الأوضران، وفي الطرة: لعله: الأدران.
(٢) في (س): بلسانه.
(٣) في (د): بسلوك، وسقط من (ص).
(٤) في (س): إلى.
(٥) قوله: "جل وتعالى" لم يرد في (د) و (ص).
(٦) في (د) و (ز): فليرم، وفي (س): يلزم.
(٧) في (د) و (ص) و (ز): لهو.
(٨) تقدَّم تخريجه.
(٩) في (د): برُّه.
(١٠) في (د): أن.
(١١) يشبه أن يكون قول الحسن البصري، ينظر: قوت القلوب: (٣/ ١٢٥٩).