للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي طلب الفَرَجِ منه اختلافٌ بينهم، فمنهم من سأله، ومنهم من سأل الزيادة فيه، ومنهم من توقَّف على المقدار، وذلك كله بطرقه وأخباره مذكورٌ في "أنوار الفجر".

وتحقيقه عندي: أن سؤال الفَرَجِ جائز على الإطلاق، فإن كان لإقالة العَثْرَةِ واستدراك ما فَرَطَ من زَلَّةٍ، أو وَقَعَ من غفلة؛ فإنه عبادة، ومن علاماته الفَزَعُ إلى الصلاة عند الخوف والرجاء، والوقوفُ أبدًا على باب النَّجْوَى، ويا (١) ما أحسن قول القائل (٢):

إذا ما تمنَّى الناس (٣) رَوْحًا وراحةً … تمنَّيتُ أن أشكو إليك وتسمعَا (٤)

وقال آخَر (٥):

إذا ما تمنَّى الناس رَوْحًا وراحةً … تمنيتُ يا ربَّاه ألقاك خاليَا (٦)


(١) سقط من (س) و (ص) و (ف).
(٢) من الطويل، ووقع فيه دمج، فصدره للمجنون، وتمامُه:
تمنَّيتُ أن ألقاك يا ليل خاليَا
وهو في ديوانه: (ص ٥٧)، وعجزه للعبَّاس بن الأحنف، وأوَّله:
تمنَّى رجالٌ ما أحبوا وإنَّما
وهو في ديوانه: (ص ١٧١)، وإنما أورده ابنُ العربي هكذا لأنه كذلك هو باللطائف لأبي القاسم القُشَيري: (٢/ ٥٤٥).
(٣) في (د) - أيضًا -: المرء.
(٤) في (س): تسمع، وفي (ص): تشهد.
(٥) في (د): غيره، وسقط من (ص).
(٦) من الطويل، لمجنون ليلى، ديوانه: (ص ٥٧).