للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن عبَّاس: "كُفْرُ الكافر تسبيحٌ لله وتقديسٌ".

قال الإمام الحافظ أبو بكر بن العربي (١) : المعنى (٢) فيه: أنه أَمْرٌ جرى بقَدَرِ الله وإرادته، مع ما فيه من مخالفة أمره، وتَعَدِّي حَدِّه، وذلك دليل على سَعَةِ مُلْكِه، وبديع حِكْمَتِه، وانفراده بعلمه، وإلزامه الخلق التسليم لأمره، والإقرار بالعجز عن دَرْكِه.

قال الإمام الحافظ أبو بكر (٣) : وذلك لما قدَّمنا بيانه؛ بأنه (٤) ما من شيء إلَّا يُسَبِّحُ بحمده (٥)، يعبد الله كما يجب للمولى على عبده، ويُسَبِّحُ كما يستحق (٦) بحمده، "ومن لم يُسَبِّحْ تَسْبِيحَ قَالَة، سبَّح تَسْبِيحَ حَالَة (٧) " (٨).

فإذا رتَّب هذا من قوله ونَظَمَه من كلامه سُمِّيَ "القاص".

* * *


(١) في (د): قال الإمام الحافظ، وفي (ص): قال الإمام.
(٢) بيَّض لها في (د).
(٣) في (د): قال الإمام الحافظ، ولم يرد في (ص).
(٤) في (ص): لأنه.
(٥) قوله: "يسبح بحمده" سقط من (د) و (ص).
(٦) في (ص): سبق.
(٧) في (س) و (ص) و (ف): دلالة.
(٨) لطائف الإشارات: (٢/ ٣٥٠).