أمَّا الطريق الأولى فقد سلكها في اسم "المتقي"، فأحصى ألفاظ التقوى وضمائمها، من أوَّل القرآن إلى آخره، وعَرَضَ لتفسيرها آية آية، حسب موقعها وموضعها، في مائة وثمانٍ وثمانين آية.
وأما الطريق الثانية فسلكها في أسماء قلائل.
وأما طريق التنويع فسلكها في غالب الأسماء، حتى يخيل إليك أنه لا يحصي فيما هو فيه من كلام، وهو يعرضُ عليك الآي، وإذا به يتتبع المعاني، وهي الطريق التي رضيها في غالب أبواب الكتاب وفصوله.
ولا أحسب هذه الطريقة التي سلكها إلَّا من مبتكراته ومخترعاته، ومن أوَّلياته، لا نعلم أحدًا سلكها قبله، إلَّا أن يكون ذلك فيما طُوِيَ عنَّا من تفاسير الأحبار.
ثم سلك طريقًا آخر في نظره في الآيِ، وهو النظر في عِلْمِ المناسبات، وهو - أيضًا - من مبتكراته، ومن سَوَابِقِ معارفه؛ التي طوَّق بها جِيدَ المشتغلين بالتفسير، والمتأولين لعلوم التنزيل، ومِنَّتُه ظهرتْ فيما احتفى به الناقلون، ومُنَّتُه برزتْ فيما احتفل به المفيدون، فعوَّلوا على كلامه فيها، ونوَّهوا بها، وصَدَرُوا عنها.