للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم أزل دائمًا لما بي … أذرفُ دمع الجفون (١) ذَرْفَا

حتَّى أتاني الجوابُ منه … وقيل لي في الجواب: تُكْفَى (٢)

وهو رافع يديه يقول: "يا سيدي تراني، يا سيدي تراني (٣) "، والخلق يجأرون (٤)، والمسجد الحرام قد امتلأ بالأصوات (٥) والجؤار والبكاء، والناس يتساقطون يمينًا وشمالًا، صَعْقًا وإغماءً.

وسمعتُ الرازي الإمام على المنبر بمدينة السَّلام يتكلم على الحج وفضائله، ويُحَرِّكُ الناس للحج معه، وقد كان قَدِمَ من الرَّيِّ (٦) بتلك النيَّة، فأنشد يصفُ خروجه من بلده:

جعلوا الحج حجةً للفراق … واستحلَّوا خيانة الميثاقِ

وأراقوا دمَ القلوب اشتياقًا … حين ولَّت ركابهم للعراقِ (٧)

وطَوَوْا نشرهم فهُمْ نَشَرُ المِسْـ … ـكِ عليهم مُبَشِّرًا بالتلاقِ (٨)

قُلْ لحاديهم: رُويدًا فقلبي … كلما سُقْتَ عِيسَهم في السياقِ

فوق تلك الجمال من لو أقاموا … لحملناهم على الأحداقِ

وتمنيتُ أن أكون بعيدًا … والذي بيننا من الوُدِّ بَاقِ


(١) في (ص): العيون.
(٢) الأبيات من مخلع البسيط، ولم أقف عليها في كتاب آخر.
(٣) قوله: "يا سيدي" سقط من (س) و (ص).
(٤) في (ص): يخرون.
(٥) في (د): في خ: بالصوات والخوات.
(٦) قوله: "من الري" سقط من (ص).
(٧) في (د): الفراق.
(٨) سقط هذا البيت وما يتلوه من (د) و (س).