للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الله لموسى (١): "لن تراني حتى يراني، صاحب السبع المثاني"، لئن (٢) كان الله اصطفى موسى بالكلام فقد اصطفى (٣) مُحَمَّدًا بالكلام والرؤية.

طلب موسى الرؤية فقيل له: ﴿انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي﴾، فموسى لم يقل: "لا أريد الجبل، إنما أريد أنتَ"، ولكنه امتثل ما أُمِرَ (٤)، كما قالوا (٥):

أريدُ وصاله ويريد هجري … فأتركُ ما أريدُ لما يريدُ (٦)

وقَالَ مِنْ أَمْثَالِ هذا ما قال، ومَشَى هكذا ما مشى، إلى (٧) الفجر من (٨) العِشَا، ولم أقدر أن أحتمل ذلك لخروجه عن حَدِّ القانون الشرعي الذي مهَّدناه في "قانون التأويل" (٩).


(١) في (د) و (ص): يا موسى.
(٢) في (د) و (ص): قد.
(٣) في (د) و (ص): واصطفى.
(٤) لطائف الإشارات: (١/ ٥٦٧).
(٥) في (ص): قال، وبعدها في (د) كلمة غير واضحة تقرب أن تكون: وأنشد.
(٦) من الوافر، أنشده أبو القاسم القُشَيري في اللطائف: (١/ ٥٦٧)، ونسبه الصفدي في الوافي بالوفيات: (١٨/ ١٦٠)، وابن الكُتْبي في فوات الوفيات: (٢/ ٣٠١)، لعبد الرحمن بن مروان، المعروف بابن المُنَجِّمِ الواعظ.
(٧) في (ص): من، وسقطت من (س).
(٨) في (ص): إلى.
(٩) قانون التأويل: (ص ١٩٦ - ١٩٧).