للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال سبحانه: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (٢٠)[الحديد: ٢٠].

وقال: ﴿وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (٦٤)[العنكبوت: ٦٤].

إلى نظائر لها، فصَّل الله الآيات فيها، وجعلها ذِكرَى لمن عَقَلَها، وأبان قُدْرَتَهُ عليها، وعَرَفَ مقدارها، وضَرَبَ المَثَلَ لها ومنها وبها (١).

والأصلُ أنه شبَّه الحياة الدنيا بما أنزله من السماء، فنبتَ به (٢) النبات، وظهرت الثمار، واخضرَّت (٣) الأرض، وأوطن أربابُها نفوسَهم عليها، واطمأنُّوا بها (٤)، فإذا (٥) بجائحة قد نَزَلَتْ بهم بغتة، كأن لم تكن، وكذلك الإنسان بعد تمام سِنِّه وكمال قُوَّتِه وغضارة شبيبته؛ اخترمته المنيَّة (٦)، فيقول فيه المغرورُ به (٧):


(١) في (ص): بها ومنها.
(٢) سقطت من (ص).
(٣) في (ص): اخضرت به.
(٤) سقطت من (ص).
(٥) في (ص): وإذ.
(٦) لطائف الإشارات: (٢/ ٨٨).
(٧) في (ص): فيقول عند ذلك فيه المغرور.