للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واعتز بأولاده (١)، وتاه في غَفَلَاتِه، وفَنِيَتْ عليه قوابلُ (٢) أوقاته، وهو نَاسٍ لمولاه؛ خَسِرَ في حالِه، وندم في مآلِه (٣)، فإن هذا كله ذاهبٌ في نفسه، أو هو ذاهبٌ عنه يومًا، قيل (٤):

فالمرء رهن مصائب لا تنقضي … حتى يغيَّب في بواطن (٥) رمسِهِ

فمُؤَجَّلٌ (٦) يلقى الرَّدَى في أهلهِ (٧) … ومُعَجَّلٌ (٨) يلقى الردى في نفسِهِ (٩)

وزينة (١٠) لدنيا بكرائمها، وزينة الآخرة لعظائمها، وزينة الدنيا ما يفنى، وزينة الآخرة ما يبقى.

وحقيقة الحال فيه: أن ما كان للنفس فيه حَظٌّ فهو من الدنيا (١١) وزينتها، ويدخل في ذلك الجاه وقبول الخلق وجميع المألوفات (١٢).


(١) في (د): اغتر.
(٢) قوله: "عليه قوابل" سقط ص (ص).
(٣) لطائف الإشارات: (٢/ ٣٩٨).
(٤) قوله: "يومًا، قيل" سقط من (ص).
(٥) في (ص): مواطن.
(٦) في (ص): فمعجل.
(٧) في (ص): رمسه.
(٨) في (ص): مؤجل.
(٩) البيتان من الكامل، وهما لأبي فراس الحمداني، في ديوانه: (ص ٢٠٢).
(١٠) في (ص): "وزينت الدنيا بكرائمها، والآخرة بعظائمها، وزينت الدنيا بما يفنى، وزينت الآخرة بما يبقى".
(١١) في (ص): للدنيا.
(١٢) لطائف الإشارات: (٢/ ٣٩٨).