للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فمن "فوائد أبي سَعْدٍ (١) الشهيد (٢) "في شأن التوكل: "أمَّا الأسباب الدنيوية فالواجبُ أن يكون السُّكُونُ عند طلبها غالبًا، والحركة ضرورية، وأمَّا في أمر الآخرة وما يتعلَّق بالطاعات فالواجبُ البِدَار والجِد، والانكماش والخروج عن أوطان الكسل، وترك الجُنوح إلى الفشل، والذي يتصف بالتَّوَانِي في العبادات، ويتباكى في تلافي ما ضيَّعه من إرضاء الخصوم، والقيام بحق الواجبات، ثم يعتقد في نفسه أنه يَتَوَكَّلُ على الله في أن يعفو عنه فهو مُتَمَنٍّ (٣) معلول الحال، مَمْكُورٌ مُستدرَج، بل الواجب أن يبذل جهده ويستفرغ وُسْعَه، ثم لا يعتمد على طاعته، بل يبرأ لله من حوله وقوَّته، ويُعَوِّلُ بعد الاجتهاد في العمل على رحمته، ولا يخلو لحظة عن (٤) مخافته، وهم الذين وصفهم الله بقوله: ﴿نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [العنكبوت: ٥٨ - ٥٩].

يعني: صبروا على العمل، ودأبوا في الطاعة، وتوكَّلوا بعد ذلك كله (٥) على الله في القبول" (٦).

نَعَم؛


(١) في (ك) و (ص): سعيد.
(٢) سبق التعريف به في السفر الثاني.
(٣) في (ك) و (ص) و (ب): مُتَمَنِّي.
(٤) في (ك): عين.
(٥) سقط من (ك) و (ص).
(٦) ينظر: لطائف الإشارات: (٢/ ٦٤٦).