للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأوَّل: أن يتداوى.

الثاني: أن يستدعي الدعاء.

وفي الحديث الصحيح: "أن النبي قال لعائشة - إذ قالت: وارأساه -: بل أنا وارأساه، لقد هممت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد؛ أن يقول قائل أو يتمنَّى مُتَمَنٍّ" (١).

وهذا كلُّه من الرضا بالقضاء والاستسلام لأمر الله تعالى كما بيَّناه؛ إذا عَلِمَ أن الأمر كله لله، وأنه لا حول ولا قوة إلا لالله، وتحقَّق أن كلَّ ما يحاوله من فِعْلٍ خَلْقُ الله، أو كل ما يتعلق به من سبب فهو صُنْعُ الله، أو كل ما يتأتَّى به من قدرة فهي لله، وأنه ما يتعاطى من ذلك فهو بأمر الله، فإن استفاد شيئًا فلم يستفده فإنه منه، إنَّما استفاده (٢) بأنه من خالقه ومُقَدِّرِه، ومُدَبِّرِه ومُيَسِّرِه، فإذن لا حول ولا قوة إلَّا بالله حقًّا، ولا إله إلَّا الله صِدْقًا، أي: لا خالق غيره، سبحان الله عن أن يكون معه خالق، ولا إله إلا الله، أي: هو المنفرد (٣) بالإيجاد، والله أكبر من كل موجود يُتحقَّق أو يُتوهَّم، ولا حول ولا قوة على تدبير أمر (٤) إلا بالله، وهي الباقيات الصالحات، وترتيبُها على حسب قولها، والعالمُ بها الواقفُ عندها هو "الرَّاضِي".


(١) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب المرضى، باب قول المريض: إني وجع، رقم: (٥٦٦٦ - طوق).
(٢) في (ك): استفاده.
(٣) في (ب): المتفرد.
(٤) سقطت من (ك) و (ص).