للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأوَّل: بإرادة الخير له من كل وجه.

الثاني: يذكره بالخير في كل حال.

الثالث: بمواساته.

الرابع: بإيثاره له على نفسه.

فأمَّا الوجهان الأوَّلان ففرضان على الإطلاق.

وأمَّا المواساة ففَرْضٌ على الوجه الذي بيَّناه في المقام الأوَّل من هذا الكتاب (١).

وأمَّا إيثارُه له على نفسه فلا يلزم ذلك إلَّا في حق النبي، فلا يلزم أن تؤثر غيرك على نفسك، أما إنَّه إن فعلتَ ذلك كان من مناقبك وأَجَلِّ حسناتك.

والإيثارُ في مكارم الأخلاق ومراتب الحسنات أَصْلٌ معلوم، قال الله سبحانه مُثْنِيًا على الأنصار: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ [الحشر: ٩].

وأمَّا إيثارُ الله على النفس (٢) فغيرُ لازم في حقه؛ لأنه إذا خاف العبدُ على ماله أو نفسه فكان فِداؤه بالكفر جاز أن يَتَلَفَّظَ به بلسانه، ولا يعتقده بقلبه، وكذلك في عِرْضِ النبي صان الله قَدْرَه، وهذه رحمة من الله ورُخْصَةٌ.

وإنَّما كانت تلك الفُروض مع الرفاهية والاختيار، دون الضرورة والإكراه.


(١) أي: مقام الحياة الدنيا من السِّفْرِ الأوَّل.
(٢) في (ك) و (ص) و (ب): النفس على الله.