للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحدهما: بشاعته.

والثاني: فساده.

وهذا كلام لا معنى له؛ لأن الله قد كَلَّفَنا عِلْمَه كما بيَّنَّاه (١) من قبل، ونَصَبَ عليه أدلته، وما ذكره من التمثيل بنور الشمس لا معنى له؛ لأنَّ نور البصر هو الذي يضعفُ عن نُورٍ أقوى منه في الإدراك.

وأمَّا المعرفةُ بالله أو بغيره فليس في ذلك نُورٌ إلَّا على طريق التمثيل، فلا جَرَمَ لضعف أبصارنا لا نرى الملائكة ولا الجن، فضلًا عن الله سبحانه، فإذا خلق لنا رؤيته رأيناه، وبخَلْقِه الرؤيةَ يرتفعُ الحجاب الذي ذكر؛ وهو النور، لأنها تكون أقوى منه، وقد خلق لنا العلم لنا (٢) به، فليس يصح أن يُحْمَلَ أحدُهما على الآخَرِ ولا يُنَظَّرَ (٣) به.

وبيانُ محبة الله للعبد مُحَصَّلَة عند العلماء، مذكورة في القرآن والسنة، وقد ذكرنا وَجْهَ تعلقها بنا وشَرْحَ وصولها إلينا بإنعامه علينا، وإذا أحبَّ الله عبدًا أَوْصَلَ فائدة أَصْلِ المحبة إليه، وهي: الإرادة بمتعلقاتها من الإحسان والإنعام.

قال النبي : "قال الله: لا يزال العبدُ يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها" (٤).


(١) في (د): بيَّنَّا.
(٢) سقطت من (ك) و (ص) و (ب).
(٣) في (د) و (ص): ينظر، ورمز لها في (د) بـ: ن، أي: بيان، تصحيحًا لها.
(٤) سَلَفَ تخريجه.