للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأخبر أن نَيْلَ الخير كله في الدنيا إنما هو بإقامة الحق والعمل بالطاعة.

ثم قال لهم: ﴿قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [المائدة: ٦٨]، المعنى: "ليس انتعاشكم ومعاشكم ولا مقداركم في الدنيا والعُقْبَى ولا منزلتكم في حال من الأحوال إلَّا بمراعاة الدين وإقامة الحق" (١).

وقد قال أهلُ التفسير: "إنَّ الذي كان أُوتِيَ موسى وِقْر سبعين بعيرًا من الكُتُبِ".

ونحن أُوتِينَا القرآن، وقد علمتم قَدْرَه، وبينهما ما بين السماء والأرض، وإن كان كُلٌّ من عند الله، ولكنه جَعَلَ لكُتُبِه منازل كما جَعَلَ لأنبيائه.

وكلامُه صفةٌ واحدة، ليس بمخلوق، كسائر صفاته العُلَى؛ من عِلْمِه وقدرته وإردته، وسمعه وبصره (٢)، سبحانه وتعالى عمَّا يقول المبطلون عُلُوًّا كبيرًا (٣).

ولكنَّهم أخطؤوا الطريق، وطلبوا الفقه في غير القرآن والحديث، وفُتِحَتْ عليهم الدنيا فاعتقدوها مِنْحَةً، وهي مِحْنَةٌ، ونسأل الله المعافاة من الذي قال لقوم: ﴿أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (٥٥) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [المؤمنون: ٥٥ - ٥٦].


(١) لطائف الإشارات: (١/ ٤٣٩).
(٢) بعده في (ك) و (ب) و (ص): وكلامه، وضرب عليها في (د).
(٣) ينظر: المتوسط في الاعتقاد - بتحقيقنا -: (ص ٢١٥ - ٢١٦).