للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثامنة: قال بعضهم: "الظالم طالب الدنيا، والمقتصد طالب العُقْبَى، والسَّابق طالب المولى" (١)، وكثير من الخلق قالوا: لا تُحَبُّ (٢) الجنة إلَّا لرؤية الله ﷿، وعبَّر عن هذا بَعْضُهم في:

المنزلة التاسعة: فقال: "الظالم طالب النجاة، والمقتصد طالب الدرجات، والسَّابق طالب المناجاة" (٣)، وإلى الذي قبله تعودُ:

العاشرة: من "فوائد الشَّهِيدِ": "إنَّ الظالم آمِنٌ من العقوبة، والمقتصد حائز (٤) المثوبة (٥)، والسَّابق فائز بالقُرْبَة" (٦).

قال الإمام الحافظ (٧) : إن كان أراد بالعقوبة الخلود فصَدَقَ، وأمَّا غير ذلك فلا يصح؛ لأنه رَأْيُ المرجئة، وقد بيَّنَّا فساده في غير موضع.

الحادية عشرة: قوله: ﴿ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾ [فاطر: ٣٢]، وأيُّ فَضْلٍ - يا معشر المريدين - أعظمُ من مَوْلًى ذَكَرَ برحمته الظالم مع السَّابق (٨)، وكل ذلك برحمته لا باستحقاق، أمَّا الظالم فحَقِيقٌ بالعقوبة، وأمَّا المقتصد فيا لَيْتَها كانت سَلَامَةً، وأمَّا السَّابق فغيرُ آمِنٍ من المَلَامَةِ؛ لما عسى أن يكون ممَّا لم يَحْتَسِبْه.


(١) لطائف الإشارات: (٣/ ٢٠٦).
(٢) في (ك) و (د) و (ص): تجب.
(٣) لطائف الإشارات: (٣/ ٢٠٦).
(٤) في (د): جائر.
(٥) في (ك) و (ع) و (د): بالتوبة، وضبَّب عليها في (د).
(٦) لطائف الإشارات: (٣/ ٢٠٦).
(٧) في (ب): قال الإمام أبو بكر، وفي (ص): قال الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي.
(٨) لطائف الإشارات: (٣/ ٢٠٦).