للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإقبال، وقطعنا الزمان بالنظر في العلم، فجمعنا فنونه، وانتقينا عيونه (١)، ونثلنا مكنونه، وفضضنا خِتامه، ومَلَكْنا زِمامه، فصرَّفناه تصريف الأفعال، ودفعنا به في نَحْرِ المُحال، وشددنا عليه يد المِحال، ورجعنا منه بملْء الحقائب، ومُنْيَةِ الراغب، وحسرة الخائب، وغُصَّة المُجانب، ونحن نسأل الله أن يرزقنا العَمَل، ويبلِّغَنَا فيه الأَمَل: برحمته.

ثم عُدْنَا نَنْوِي الحقَّ الذي حصَّلنا، ونعتقدُ القيام بالقِسْطِ الذي فصَّلنا، فألفينا قلوبًا متناكرة، وأخلاقا متنافرة، وأرواحًا لم تلتق في سبيل المعرفة، فتأتلف على أكرم خُلُقٍ وأحسن صفة، بل هي أمة أكثرُها عن الواضحة ناكبة، تَقْسِطُ (٢) فيما فَرْضُها أن تُقْسِطَ (٣)، وتَعْدِلُ (٤) عمَّا يلزمها فيه أن تَعْدِلَ، في جميع أحوالها؛ عقائدها، وأقوالها، وأفعالها، وهو:

* * *


(١) في (ص) و (ب) و (ك): اعتمنا.
(٢) تَقسط: تَجُورُ.
(٣) تُقسط: تعدل.
(٤) تعدل: تميل.