للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالواضحات المعجزات، فكلُّ جُزْءٍ خَلَقَ وفَطَرَ، وأخرج من العدم وأظهر، وكان على ما أراد من الصفات من أغيار (١) مُستقبِلة، وآثار مُذَلِّلَةٍ، وأعيان (٢) قائمة ومضمحلَّة، وذوات متلاقية (٣)، وصفات في المحال متعاقبة، فذلك كله بوجوده مُفْصِحٌ، ولربوبيته (٤) مُوَضِّحٌ، وعلى عَدَم أوَّليته شاهد، ومُخْبِرٌ للعقول بأنه واحد، عزيز ماجد، شَهِدَ الكُلُّ بجلال (٥) قَدْرِه، وكمال عِزِّه، حتَّى جَحْدَ ولا جَهْلَ، ولا عرفان لمخلوق ولا عقل، ولا وفاق ولا خلاف، ولا كفر ولا إيمان، ولا فَهْمَ ولا فَدْمَ، ولا سماء ولا فضاء، ولا ظلام ولا ضياء، ولا فصول المزدوجات والمفردات، بالاتفاق والاختلاف في الأوقات، إلَّا وهو له شاهد بأنَّه واحد (٦).

وقوله: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ﴾: لم يقل ذلك تعالى اعتضادًا (٧)؛ فإنَّه مقدس (٨)، وإنَّما أخبر ذلك عبادَه مُعْلِمًا لهم بأنه أسعدهم وأيَّدهم، ووفَّقهم وهداهم، وسدَّدهم لمعرفته وأرشدهم (٩).

وقال: ﴿وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ﴾، يعني: من بني آدم، إذا تفطَّنوا للأدلة، وتحقَّقوا الإلهية، وأخبروا بما وصل إليهم من ذلك، فهذا


(١) في (ص): أعيان.
(٢) في (ص): أغيار.
(٣) في (د): متلافية.
(٤) في (ك): بربوبيته.
(٥) في (د): بخلال.
(٦) ينظر: لطائف الإشارات: (١/ ٢٢٦).
(٧) في (ص) و (ك): اعتصادًا.
(٨) في (د) طرة ألحقها الناسخ بالأصل، ولم أتبينها لسوء التصوير.
(٩) لطائف الإشارات: (١/ ٢٢٦ - ٢٢٧).