للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الثاني: أنه يؤمن به الكِتَابِيُّ عند قبض روحه؛ حين لا ينفعه الإيمان به (١).

[الثالث]: وقال بعضهم: ﴿إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ﴾: يعني: بمُحَمَّدٍ (٢).

وهو بعيد، ودعوى من غير دليل.

والمعنى في الحديث: أن مُحَمَّدًا بعثه الله بالقِسْطِ ليحكم بين الناس بما أراه الله، ثم وقع الخلل في الإيمان والأعمال، فيُنْزِلُ الله عيسى خليفةً لمُحَمَّدٍ ؛ ليُعِيدَ الإيمان والأمان، ويَعُمَّ بالعدل الأرض، ويُصَدِّقَ مِيعَادَ النبي في مُلْكِ أُمَّتِه للأرض كلها، حتى يكون عيسى من أصحابه، ومن أئمة دِينِه، ومن أنصاره، "فيقتل الخنزير"، ولا يرى ذَكَاتَه ولا أَكْلَه، "ويكسر الصليب"؛ لأنه كُفْرٌ، "ويضع الجزية"، معناه: لا يقبل الجزية؛ إمَّا الإيمان، وإما السيف، فإذا مات عيسى اخْتَلَّتِ الأرض ورُفِعَتِ الأمانة، وضلَّ الخَلْقُ اعتقادًا وعملًا، فلا يكون في الأرض من يقول: "الله" (٣)، معناه - في أحد التأويلين -: من يذكر الله.

وقد كانت الأمانةُ ضائعةً حتى خَلَقَ الله مُحَمَّدًا ، فجعلها فيه جِبِلَّةً، فكان اسمُه عند قريش في الجاهلية (٤) "الأمين" (٥).


(١) تفسير الطبري: (٩/ ٣٨٢ - شاكر).
(٢) تفسير الطبري: (٩/ ٣٨٦ - شاكر).
(٣) سبق تخريجُه في السِّفْرِ الأوَّل.
(٤) قوله: "في الجاهلية" سقط من (ص) و (ب) و (ك).
(٥) سيرة ابن هشام: (١/ ٢٢٤).