للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حُجَّةٌ لك أو عليك، كل الناس يغدو؛ فبائع نفسه، فمُعْتِقُها أو مُوبِقُها" (١).

فإذا باع نفسَه من الله بطاعته وذِكْرِه فإنَّ الله قد اشتراها منه بشَرْطِ العِتْقِ البَاتِّ والنعيم الدائم، ولذلك أجاز العلماءُ الشِّرَاءَ للعبد بشَرْطِ العتق، ولم يفهم هذا أبو حنيفة وأصحابه، فمنعوا البيع بشَرْطِ العِتْقِ (٢).

وهذا البَيْعُ هو رِبْحٌ كلُّه؛ لأن المرء يَرْبَحُ نفسَه، ولذلك قال الحكماء: "عجبًا لمن يغدو يَطْلُبُ الرِّبْحَ، ومِثْلَ نَفْسِه لا يربح أبدًا".

ومن المعاملة المُرْبِحَةِ أن العبد إذا أسلم وأطاع بايع الكافر في منزله بالجنة بمنزله في النار، على ما قدَّمنا به الحديث في أسماء القيامة عند ذِكْرِ التغابن، وبذلك كله يكون "مُتَقَرِّبًا (٣) ".

* * *


(١) هو الحديث السَّابق.
(٢) ينظر: المسالك: (٦/ ٥٢٤).
(٣) في (ب): منفردًا.