للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال لنا شيخُنا فَخْرُ الإسلام الشَّاشِي (١) بمدينة السَّلام: "هذا من التقديم والتأخير، المعنى: "فاركعي واسجدي"، وهو في القرآن كثير".

وقال لي غيره: "هذا كان شَرْعُ من قبلنا".

وقال أصحاب أبي حنيفة: "الواو لا تقتضي ترتيبًا".

واختلف الناسُ في قوله: ﴿اقْنُتِي﴾؛

فقيل: أطيعي (٢).

وقيل: أخلصي (٣).

وقيل: قُومِي (٤)، أمرها بالقيام والركوع والسجود، وهو جملة الصلاة.

وهو الأصح؛ كما بيَّنَّا في "الأنوار".

والدي يصح في قوله: ﴿وَاسْجُدِي وَارْكَعِي﴾ (٥)؛ أن السجود هو الميل، وأنَّ الركوع هو الانحناء، ويصح في صورتها عندنا أن يسمَّى كل واحد منهما باسم صاحبه، ولا يصحُّ في شرع أن تكون صورة السجود مثل


(١) الفقيه الإمام، شيح الشَّافعية، وفخر الإسلام؛ محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر الشاشي، (٤٢٩ - ٥٠٧ هـ)، له "حلية العلماء"، وهو المسمَّى "المستظهري"، و"المعتمد"، و"الشافي"، و"العمدة"، وغيرها، ترجمه ابن عساكر في تبيين كذب المفتري: (ق ١٦٠ / أ)، والذهبي في السِّيَر: (١٩/ ٣٩٣ - ٣٩٤)، والتاج في طبقات الشافعية: (٦/ ٧٠ - ٧٨).
(٢) تفسير الطبري: (٦/ ٤٠٣ - شاكر).
(٣) تفسير الطبري: (٦/ ٤٠٣ - شاكر).
(٤) تفسير الطبري: (٦/ ٤٠٢ - شاكر).
(٥) في النسخ: اركعي واسجدي.