للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال رجل: "يا رسول الله، من أحق بحُسْنِ صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك" (١).

وقال : "إنَّ الله حرَّم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنع وَهَاتٍ، وكَرِهَ لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال" (٢).

وسئل النبي: أي الأعمال أفضل؟ قال: "الصلاة لوقتها، قيل: ثم أي؟ قال: بِرُّ الوالدين" (٣).

ورَوَى ابنُ عمر عن النبي قال: "خرج ثلاثة نفر يمشون، فأصابهم المطر فَأَوَوا إلى غار في جبل، فانحطَّت عليهم صخرة فأغلقت بابه، فقال بعضهم لبعض: ادعوا الله بأفضل عَمَل عملتموه، فقال أحدهم: اللهمَّ إنه كان لي أبوان شيخان كبيران، فكنت أخرج فأرعى، ثم أجيء فأحلب، ثم أجيء بالحِلَابِ أَبَوَيَّ فيشربان، ثم أسقي الصِّبْيَةَ وأهلي وامرأتي، فنَأى بي الشَّجَرُ يومًا، فجئت وقد نامَا، فكرهتُ أن أُوقِظهما، والصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عند رِجْلِي، ولم يزل ذلك دَأْبِي ودَأْبَهما حتى طلع الفجر، اللهم إن كنت تعلم أنِّي فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فُرْجَةً نرى منها السماء، قال: ففرَّج عنهم، ثم قال الآخَر: اللهم إنك تعلم أنه كانت لي ابنةُ عَمٍّ أحبُّها كأشد ما


(١) أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة : كتاب الأدب، باب من أحق الناس بحسن الصحبة؟ رقم: (٥٩٧١ - طوق).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه عن المغيرة : كتاب الأدب، باب عقوق الوالدين من الكبائر، رقم: (٥٩٧٥ - طوق).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه عن عبد الله : كتاب الأدب، باب قول الله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ﴾، رقم: (٥٩٧٠ - طوق).