للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم قال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ﴾ [المائدة: ٨]، ولا يُقْعِدَنَّكُمْ عن الوفاء بحَقِّنا حُصُولُ نصيب لكم في شيء من لدنيا (١)، ولا تَحْمِلَنَّكُمْ ضغائن صدوركم على الحلول بمنازل الحيف (٢)، فإن مَرْتَعَ الظلم وَبِيٌّ، وموضع الزيغ مُهْلِكٌ (٣).

ثمَّ صرَّح بالأمر بالعدل وأَمَرَ به، وأخبر أنه أقرب للتقوى؛ بل هو نفس التقوى، وإنَّما جعله أقرب إليها لأنه ابتداؤها، وقد لا يستمر عليه، فإذا شرع فيه بنيَّة، فالله يُعِينه عليه في البقيَّة (٤)، وهو:

التاسع والخمسون (٥): ﴿إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ (٦)

كما أنه عليم بما تعتقدون؛ فإنه مُحِيطٌ بباطنكم وظاهركم، ومن أحاط بالباطن وأحصاه فالظاهر منه أقرب.

المُوَفِّي سِتِّين (٧): قوله: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ (٨)

ذكَّرهم بما له عليهم من نِعَم الدَّفْع، وهو ما كَفَّ عنهم من أيدي الأعداء، وقصَّر عنهم من مكرهم، وهذه أمارات العناية، ولقد بالغ في


(١) قوله: "من الدنيا" سقط من (ك) و (ب) و (ص).
(٢) في (ص): الخيف.
(٣) لطائف الإشارات: (١/ ٤٠٧).
(٤) ينظر: لطائف الإشارات: (١/ ٤٠٧).
(٥) في (ص): الموفي ستين.
(٦) في النسخ: فإن الله خبير بما تعملون.
(٧) في (ص): الحادي والستون.
(٨) [المائدة: ١٢].