للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورَفَعَه إلى السماء عُلُوًّا، فقال النبي: "إن الملائكة وارت جثته، وأُنْزِلَ عِلِّيِّين (١) " (٢).

قال الإمام الحافظ (٣): فهو فيها شهيد حَيٌّ يُرْزَقُ.

وقال تعالى: ﴿وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ﴾ [المائدة: ٧]، وقد تقدَّم بيانُ كيفية هذا التطهير في اسم "المصلي".

وقال تعالى: ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ﴾ [الأنفال: ١١].

قال علماؤنا: "كانوا على جنابة وفي مَوْضِع لا ماء به، وبمكان دَهْسٍ مُنهال لا تثبت فيه قدم، فأنزل الله عليهم الماء؛ فاغتسلوا من جنابتهم، وثبتت على الرمل المنهال أقدامهم، وغسل الله عن قلوبهم وساوس الشيطان، وتلك كانت الطهارة الكبرى" (٤).

وكذلك نصَّ الله على الطهارة في المعقول في قوله: ﴿هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ﴾ [هود: ٧٧]، وهذه طهارة المعقول ضرورة؛ فإنه أراد: هُنَّ أَحَلُّ لكم وأعدم للمكروه ممَّا نويتم (٥)، وكذلك قال في صفة قوم لوط: ﴿إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ [الأعراف: ٨١]، أراد الطهارة المعقولة؛ باجتناب الفواحش والمعاصي والدناآت، ولم يُرِدْ طهارةَ المحسوسات.


(١) فى (د): عيسى.
(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات: (٣/ ٢١٢).
(٣) في (ك): قال الإمام الحافظ ، وفي (ب): قال الأمام ، وفي (ص): قال الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي .
(٤) ينظر: لطائف الإشارات: (١/ ٦٠٦).
(٥) في (ك): بدئتم.