للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكلمة الحزين أو المريض (١): أوَّه، وأوْهِ، ويقال: أُوه (٢)، ويقال: آوْه (٣)، فإذا سُمع ذلك منه قيل: تأوَّه الرجل، وأوَّه، أي: تفجَّع (٤)، كذلك قرأتُه، وجاء لفظُ "آهَةَ" على "أوَّه" دليلًا.

فأمَّا من قال: إنه الدعَّاء؛ فالدعَّاء من ثمرات الحزن.

وأمَّا من قال: إنه الرحيم؛ فالرحمة رِقَّةٌ، والحُزْن رقة تبعث عليها، وليس بها.

وأمَّا من قال: إنه مؤمن؛ فالإيمان أصل لأهلية الحزن، وليس به، كالمؤمن أصل لأهلية العبادة؛ من صلاة وصوم وصدقة، وليس بها.

وأمَّا من قال: إنه المُسَبِّحُ؛ فقد يُسَبِّحُ (٥) عن القُرْبَةِ (٦)، ولا يصحُّ إسناده إلى من نُسِبَ إليه.

وأمَّا من قال: إنه التالي لكتاب الله؛ فالتأوُّه صفة للتلاوة، وليس بها، أو ثمرة للحزن وليس به.

وأما من قال: إنه الفقيه؛ فإنه تسمية الشيء باسم ثمرته.

وأمَّا من قال: إنه الكثير التأوه؛ ففسَّر قوله: فعَّال؛ بناء التكثير، وليس بتفسير.


(١) بعده في (د): أوه، وضبطها بوجهين: أوَّهُ، وأوْهِ، وفي (ك): أَوْهُ، أوهٍ.
(٢) في (ك): آوه، وفي (د): أوْهِ.
(٣) لم ترد في (ك) و (د) و (ب).
(٤) في (د): تفتَّح.
(٥) في (ك) و (ص) و (د): سبَّح.
(٦) في (ك) و (ص) و (د): المعرفة، ومرَّضها في (د)، وكتب في طرته: العربية.