للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الإمامُ ابنُ العربي في خاتمة الأحكام: "كَمُلَ القول المُوجَزُ في التوحيد، والأحكام، والناسخ والمنسوخ؛ من عريض بيانه، وطويل تبيانه، وكثير برهانه، وبقي القَوْلُ في علم التَّذْكِيرِ؛ وهو بَحْر ليس لمدِّه حَدٌّ، ومجموعٌ لا يَحْصُرُهُ العَدُّ" (١).

وكان إملاؤه لكتاب "الأحكام" في قرطبة، بعد هجرته إليها عام ٥٢٩ هـ، فأملى فيها كُتُبًا عدة، منها "القبس"، وكان ذلك عام ٥٣٢ هـ (٢)، ومنها "الأمد الأقصى"، ومنها "شرح الترمذي"، و"قانون التأويل"، وكان ذلك عام ٥٣٣ هـ، وكان شروعه في إملاء "الأحكام" بعد انتهائه من كتاب "الناسخ والمنسوخ" (٣).

غير أن شُرُوعَه في "عِلْمِ التذكير" لم يكن بقرطبة، وإنَّما كان في بلده إشبيلية، بعد عودته إليها، وتأخرُ إملاء "السراج" ممَّا يبعث على التنقير عن أسباب ذلك وبواعثه.

وخَبَرُ ذلك: أنَّ ابن العربي كان قد عاد إلى بلده إشبيلية عام ٥٣٤ هـ، وذكرنا ذلك في مقدمتنا الدراسية لكتاب "الأمد الأقصى" (٤)، وذكرنا حُجَّتَنَا ودليلنا في خصوص هذه المسألة، ثم كان من أمر ابن العربي أن استُدعي إلى أغمات، فكان فيها عام ٥٣٥ - ٥٣٦ هـ (٥)، ولا ندري شيئًا عن هذا


(١) أحكام القرآن: (٤/ ١٩٩٨).
(٢) القبس: (١/ ٦٧)، وفهرس الحَجْري: (ص ٩٥).
(٣) الناسخ والمنسوخ: (٢/ ٤١٥).
(٤) مقدمة الأمد الأقصى: (١/ ٢٦).
(٥) سراج المريدين: (١/ ٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>