للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليهم عَدُوًّا من غيرهم فأعطانيها، وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها (١) " (٢).

ونحن مضطرُّون إلى أن لا يكون بأسُنا بيننا، ولكنه أَمْرٌ لم يُمَكَّنْ منه، والله المستعان عليه.

وقد نفى الله الحُزْنَ عمَّن آمن واتَّقى (٣).

فقيل: أراد في الآخرة (٤).

وقيل: لا حزن عليه بمقتضى الحق.

ولكن الحزن نراه (٥) غالبًا على الخلق بفَوْتِ الشهوات، وذلك ممَّا لم يضمن الله نفيَه، بل يضاعفه لمن لم يُرِدْ به خيرًا، فلذلك لا ينبغي الحزن على شيء من الدنيا إلَّا من جهة الرحمة في رقَّة الجنسية، وزوال الأُلفة، أو ذهاب المُعِين على الطاعة، أو فوات الحسنة في بقاء الولد بعد الوفاة.

وانظر إلى الأوَّاه إبراهيم كيف جاء الله في صفته بأبدع بيانٍ، أثبت له فيه أشرفَ منزلةٍ، فقال: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ﴾ (٦)، يعني: حزين.


(١) بعده في (ص): قال الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي .
(٢) أخرجه الترمذي في جامعه عن خباب بن الأرت : أبواب الفتن عن رسول الله ، باب ما جاء في سؤال النبي ثلاثًا في أمته، رقم: (٢١٧٥ - بشار).
(٣) يشير إلى قوله تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ [يونس: ٦٢ - ٦٣].
(٤) لطائف الإشارات: (٢/ ١٠٥).
(٥) في (ك) و (ص): تراه، وفي (ب): تارة.
(٦) في (ك) و (ص) و (ب): ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ﴾.