للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بِآلِهَتِنَا﴾؟ فلم يُصرِّحْ بالإنكار؛ لأنه لم تكن (١) في ذلك حجة لله ولا انتصار، وكان يكون كذبًا، فقال: ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا﴾ [الأنبياء: ٦٣]، وهو كذب في الظاهر كما أخبر عنه مُحَمَّدٌ؛ الصادقان (٢) هو (٣) وإبراهيم صلى الله عليهما، ولكنه على التقرير في معرض الحجة والدليل.

والكذب: هو الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو به، ولم يكن حرامًا لعينه كما قال الأدباء والقدرية، وإنما هو حرام إذا ضَرَّ، وجائز إذا نفع، وفَرْضٌ إذا دفع مكروهًا عن أحد.

قال لهم إبراهيم: ﴿فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ﴾؛ مُتبيّنِينَ للحجة عالمين، ﴿فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ﴾ (٤)، إقرارًا بوجه الدلالة، ثم غلبتهم سابق (٥) الأَنَفَة، واستولت عليهم الألفة بسابق المقادير، فنُكِسُوا على رؤوسهم، ومشوا في المقال مُكِبِّينَ على وجوههم، فقالوا له: ﴿لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ﴾ [الأنبياء: ٦٥]، قال لهم مُصَرِّحا عن الرُّغْوَةِ، متدانيًا إليهم عن غَلْوَة (٦)، سابقًا في ذلك جميع الخلق لأقصى (٧) رُتْوَة: ﴿أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ


(١) في (ك): يكن.
(٢) في (د): الصادق إن.
(٣) في (ك): وهو.
(٤) في النسخ: وقالوا.
(٥) سقطت من (ك) و (ص) و (ب).
(٦) في (د): مترانًا باللم.
(٧) في (ك) و (ص) و (ب): بأقصى.