للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن الوَرَعِ عند قَوْمٍ ألَّا يدهن رأسه حتى يشعث، ولا يغسل (١) ثوبه حتى يتسخ، فأمَّا لباس الثوب حتى يتسخ فسُنَّةٌ، وأما ترك الرأس حتَّى يشعث (٢) فلا أراه سنة، وما أراهم أخذوا هذا إلَّا من حديث العباس بن سالم اللخمي، قال: "بَعَثَ عمر بن عبد العزيز إلى أبي سلام الحبشي؛ فحُمل إليه على البريد (٣) ليسأله عن الحوض، فقُدِمَ به عليه (٤) فسأله، فقال له: سمعت ثوبان يقول: سمعت رسول الله يقول: إن حوضي من عدن إلى عُمان البلقاء، ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، وأَكَاوِيبُه عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ أبدًا، أوَّلُ الناس ورودًا عليه فقراء المهاجرين، فقال عمر بن الخطاب: من هم يا رسول الله؟ قال: هم الشُّعْثُ رؤوسًا، الدُّنْسُ ثيابًا، الذين لا ينكحون المُتَنَعِّمَاتِ، ولا تفتح لهم أبواب السُّدَدِ، قال عمر بن عبد العزيز: لقد نكحتُ المتنعمات؛ فاطمة بنت عبد الملك، وفُتِحت لي السدد، إلَّا أن يرحمني الله، لا جرم لا أدهن رأسي حتى يشعث، ولا أغسل ثوبي الذي على جسمي حتى يتَّسخ" (٥).


= الوضوء وما يستحب من ذلك، (ص ١٩١)، قال أبو حاتم (العلل: ١/ ٦٠٠): "حبيب عن أبي الدرداء مرسل"، فهو عنده إسناد منقطع؛ لأن حبيبًا لم يدرك أبا الدرداء.
(١) قوله: "ولا يغسل" سقط من (ك) و (ب).
(٢) قوله: "حتى يشعث" سقط من (ك) و (ص) و (ب).
(٣) قوله: "على البريد" سقط من (ك) و (ص) و (ب).
(٤) في (ص): عليه به.
(٥) أخرجه الترمذي في جامعه: أبواب صفة الجنة عن رسول الله ، باب ما جاء في صفة أواني الحوض، رقم: (٢٤٤٤ - بشار)، وضعَّفه.